Text Widget

نموذج لمقالات مصطفي بكري في التسبيح بحمد مبارك قبل خلعه

Written By مدير التحرير on الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٢ | ٥:٠٧ م



المقال المنشور الآن تم نشره بمناسبة عيد ميلاد مبارك عام 2008 ونحن ننشره لنؤكد للجميع أن السيد النائب الصحفي المعارض كان من أشد المعارضين لمبارك ولم يترك فرصة إلا واستغلها للتنديد بحكمه كما ترى في المقالة التى نشرها في جريدته والتى نعيد نشرها للتذكرة لا أكثر

في عيد ميلاد المخلوع رقم 80 وتحديدا في 4 مايو 2008 .. الكاتب الصحفي “المعارض” مصطفى بكري يكتب:

كل عام وانت بخير يا ريس

في حياة الرئيس مبارك محطات عديدة ومتعددة، قضاها منذ أن كان طالبا، ثم ضابطا، ثم قائدا، ثم نائبا للرئيس وأخيرا رئيسا للجمهورية منذ أكتوبر عام ١٨٩١.

ومنذ انطلاق هذه الصحيفة في فبراير ٧٩٩١، ونحن نتبني خطابا إعلاميا بعيدا عن الإسفاف وعن الإهانات وعن الترصد الشخصي.

ننتقد السياسات بكل جرأة، نعبر عن رأينا بمصداقية، لا تحركنا الأهواء ولا القوي التي تعمل وتمول من خلف ستار، فكان دوما خطابنا الإعلامي يرفض الانزلاق إلي لغة الشتائم والادعاءات.

كنا ندرك أن انحياز الرئيس لحرية الصحافة هو واحد من ثوابته الأساسية، لا يفرق بين صحفي ينتمي لمؤسسة قومية وآخر ينتمي إلي مؤسسة مستقلة أو معارضة، فقد كان يقول دوما: ‘إن الجميع مصريون ووطنيون’ وانحياز الرئيس إلي حرية الصحافة جر عليه الكثير من المشاكل خاصة من قوي الخارج وتحديدا أمريكا وإسرائيل.. لقد تعرض الرئيس لانتقادات عديدة داخل الكونجرس حيث طالبوه بالتدخل في شئون الصحافة ومصادرة من كانوا يسمونهم بالمعادين للسامية ولإسرائيل ولأمريكا.

كان الرئيس يقول لهم دوما، إذن أين هي حرية الصحافة التي تتحدثون عنها، وفي آخر زيارة له إلي الولايات المتحدة في عام ٤٠٠٢ حمل الرئيس معه ملفا كاملا لانتقادات الصحافة الأمريكية والإسرائيلية للسياسات المصرية ليقول لهم: ‘نحن لا نشكو ولكن عليكم أن تقارنوا.. كيف تطلبون مني أن أتدخل ضد حرية الصحافة’.

في عام ٤٩٩١ زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مصر وكنت يومها رئيسا لتحرير صحيفة الأحرار اليومية، وقد اشتكي نتنياهو للرئيس من مانشيت الأحرار الذي كان يقول ‘الهواء اليوم ملوث.. (النتن ياهو) في القاهرة’.

يومها رد الرئيس مبارك في مؤتمر صحفي علني رافضا انتقادات نتنياهو لصحيفة الأحرار، وخلال مناقشة قانون حبس الصحفيين في مجلس الشعب استمع الرئيس إلي المناقشات ورفض محاولات البعض الإبقاء علي بعض النصوص التي تحمي الفاسدين، وتدخل وقرر إلغاءها..

في لحظات كثيرة يعلو صوتنا، نصرخ، نتألم، يحتد القلم، ويطلق كلمات صاروخية، لكنك كنت دائما تحترم الرأي الآخر، وتتقبله بسعة أفق..

أتذكر في إحدي المرات، كنت أحدثك عن الزميل عبدالحليم قنديل وكان وقتها رئيسا لتحرير صحيفة الكرامة، يومها كان المجلس الأعلي للصحافة قد أحاله إلي نقابة الصحفيين بتهمة توجيه انتقادات عنيفة إلي سيادتكم..

لقد كان صدرك واسعا وأنت تقول ‘أنا لا أكن كراهية لأحد، وليس لدي مانع من أن يأتي معنا في الطائرة في أي وقت’.

هكذا أنت تتجاوز أشياء كثيرة وتفتح صدرك لكل الآراء والأفكار حتي وإن اعتبرها البعض تجاوزا.

في مواقف عديدة كنت تجري الاتصالات بكتاب وصحفيين كانوا يعارضون مواقفك ويوجهون الانتقادات إلي سياساتك، لكنك لم تتردد للحظة واحدة في معالجة مريض علي نفقة الدولة أو تتابع حالته وحالة أسرته.

هذه المواقف الإنسانية ربما لا يعرف تفاصيلها الدقيقة الكثيرون، لكنك كنت دوما تجعلها عنوانا يعكس مواقفك من الآخرين.

كنت دوما ومازلت ترفض المزايدة من قبل البعض الذين يريدون إشعالها نارا، كنت ترفض ألاعيب الصغار وتطاولهم علي المعارضين لسياساتك، وكنت تقول دوما من حق كل شخص أن يعبر عن رأيه.

وأمام شاشات الفضائيات تتابع البرامج الحوارية، وأشهد أنني كنت أحتد كثيرا ولكن ما من مرة سمعت منك عتابا أو قبلت تحريضا ضدي أو ضد الآخرين.

وخلال شهر يناير الماضي كنتم سيادتكم تفتتحون معرض القاهرة الدولي للكتاب، وما إن تقدمت من سيادتكم حتي بدأت في مناقشتي حول بعض آرائي التي أطرحها حول تطورات العلاقة مع إسرائيل، لم تكن معاتبا، بل كنت شارحا لبعض المعلومات، وعندما رأيت فيٌ تمسكا بموقفي، قلت أنت حر لك أن تقول ما تريد، لكن الدولة المصرية لها حساباتها التي تمليها أوضاع واتفاقات موقعة مع الأطراف الأخري.

سيادة الرئيس.. حفاظك علي البعد الإنساني في العلاقة واحترامك للرأي الآخر هما سمتان يحفظهما لك الجميع، ولذلك مهما تصاعدت لغة النقد للسياسات، فنحن علي ثقة أنك ستبقي درعا قويا يحفظ للصحافة حريتها وللإعلام حقه في أن يعرض الحقائق للجميع مهما كانت مرارة هذه الحقائق..

سيادة الرئيس.. لدي انتقادات كثيرة، وتحفظات متعددة لمواقف وسياسات، أعبر عنها من خلال مقالتي ب’الأسبوع’ أو من خلال الفضائيات.

لكنني في هذه المرة رأيت أن أكتب إليك كلمة من القلب أقول لسيادتك كمواطن وصحفي: ‘كل عام وأنت بألف خير يا ريس’ كل عام ومصرنا العزيزة وأمتنا العربية بألف خير

0 التعليقات: